Powered By Blogger

السبت، 16 أبريل 2011





د.صديق الحكيم
أنا ومرآتى  

قصص قصيرة





أنا ومرآتى  قصة بقلم د صديق الحكيم
(1)
منتصف ليل الأسكندرية
الثانية عشر بتوقيت مصر المحروسة
قبل أن أذهب إلى سريرى لألقى بجسدى المنهك طوال ساعات النهار
من الجلوس منتصبا خلف مكتبى وأمامى شاشة الكمبيوتر وأكوام من أوراق الصادرو الوارد
أستقطع نصف ساعة من ساعات نومى القليلة
التى لا تتجاوز فى عددها أصابع اليد الواحدة
(2)
ومع ذلك ورغم ذلك
أمارس عادتى التى أسرتنى منذ أمد بعيد
دون انقطاع إلا لسبب قهرى
أقف أمام مرآتى  وجهاً لوجه
ليظهر على صفحتها  وجهى كما هو بحجمه الطبيعى
مستوياً دون تحدب أو تقعر
 بكل تضاريسه التوبوغرافية  كما علمونا إياها فى الجيش
هذا الوجه المصرى
الذى أشرب بالسمرة جراء فعل الشمس المشرقة  طوال العام
واكتسب ملامحه الشرقية عبرعصور ممتدة بدأً من مينا موحد القطرين
مروراً بفرعون موسى والعرب والعجم والمماليك والترك ومحمد على وأنجاله
ومن بعدهم ستون عاماً حتى خروج ثورة يوليو على المعاش
 منتهيا بتلك السبيكة المصرية الرائعة التى مزجت كل هؤلاء
 وأخرجت المصرى
هذه السبيكة التى أرى ملامحها حين أواجه مرآتى  كل ليلة

(3)
ومع ذلك ورغم ذلك
فهذه ليست شيفونية روسية
ولا حتى نرجسية يونانية
نعم أخذت من الشيفونية الروسية الفخر بأننى مصرى
ومن النرجسية اليونانية عشق مصردون أنانية
لايهمنى بعد ذلك مدح أو قدح
(4)
ومع ذلك ورغم ذلك
قد أفلح الزمان فى نحت خطوط متعرجة على جبينى
ومنع الأرق جفونى المرتخية من أن تتقابل لتنعم بالنوم ويفرقها كلما أرادت
بقايا من جهد فى عضلة العين التى نفث فى عصبها الأرق سمومه
بعدما أرهقها طول النظر إلى المستقبل فى الكمبيوتر
وحرمتها المكاتب الضيقة والأبنية الشاهقة
 من النظر إلى الآفاق البعيد  حيث الحرية
وهالات سوداء تحت العينين سرعان ما أصبحت دليلاً منظوراً
على الإجهاد وطول السهر جراء الدوران المستمر فى ساقية الحياة التى لا تهدأ
(5)
لم تنتهى جلستى مع مرآتى بعد
 وإن كان الوقت المحدد للمواجهة قد أوشك على الإنقضاء
باقى خمس دقائق وما زلت أتحسس خريطة وجهى وما فعلته السنون بها
باقى من الزمن دقيقة واحدة ستون ثانية
كأننى فى عد تنازلي لمبارة كرة سلة فى دورى المحترفين الأمريكى
لفت انتباهى  تلك الشعيرات الفضية
التى ظهرت  فى خجل وسط رفيقاتها السود فى شعر رأسى الكثيف
كأنما تريد أن تتوارى بعيدا وتمتنع عن الظهور على صفحة مرآتى
(6)
ومع ذلك ورغم ذلك
لم أبلغ بعد من الكبر عتياً
لم أناهز بعد نصف ما عمّر
 معظم حكامنا العرب
أو سنين حكم بعضهم
ومع ذلك ورغم ذلك
أرانى وقد وهن العظم منى
واشتعل بعض  رأسى شيباً
(7)
لقد أرادت مرآتى أن تبوح لى بسر لكن لم يسعفها الوقت
ربما تبوح لى به فى الليلة القادمة
فغداً ليلة خاصة
لأن نهارها عطلة رسمية
بمناسبة عيد الشرطة
سأكون مستعداً لسماع كل ماتبوح به من  أسرار
(8)
الآن انتهت الجلسة
وقد اختفى وجهى من صفحة مرآتى التى استدرت للتو عنها
لأغرق فى سريرى ويجرفنى تيار عات من نوم يشبه الموت
لأبعث من جديد فى الصباح  على ثورة الشعب  فى يوم الشرطة
كتبت على شاطئ الخليج العربى28/3/2011





- قصة : رحيل بلا وداع
بقلم د/صديق الحكيم
sedeeks@yahoo.com
يوسف عبد الواحد هو الابن البكر لأم مصرية أصيلة
رحل عنها زوجها الى زوجة أخرى
قضى يوسف ثلاث سنوات عجاف فى الجيش المصرى
كجندى مجند بسلاح المهندسين
 لأنه كان يعمل نجارا قبل دخوله الى الجيش
خرج فيها من عالم القرية المغلق و المحدود الى اماكن عدة فى بر مصر الفسيح
من دهشور مرورا ببنى يوسف الى كتيبة البحر الميت بأبى قير بالاسكندرية التابعة للقوات البحرية
ثلاث سنوات عدها يوسف بالشهور ثم عدها بالأسابيع
 ثم عدها بالأيام
وأخيرا أوشك على الانتهاء من الخدمة العسكرية
أخيرا أوشكت السنوات العجاف على الانتهاء
واصبح يطلق عليه زملائه فى الكتيبة – كما جري العرف فى الجيش المصرى- لقب رديف
وهذا يعنى الكثير بالنسبة ليوسف
ان هى الا أيام قلائل ويطوي صفحة الجيش
 ويخرج للحياة الملكى
– الملكى مقابل للميرى- اى الحياة المدنية
لقد تحرر من الخدمات بالسلاح
 والنوبتجيات الليلية برنجى وكنجى وشنجى
أسماء ورثناها من سنوات الاحتلال العثمانى
سوف يخرج يوسف فى 25/2/1991
لم يبقى له سوى أسبوعين
نعم أسبوعين فقط
يعدهما بالساعة حتى يلقى أمه الحبيبة
التى غاب عنها ثلاث سنوات
لم يشبع منها فى أجازاته القصيرة خميس وجمعة كل أسبوعين
أما هناك على شاطئ النيل – فرع رشيد - كانت الأم تنتظر بفارغ الصبر خروج ابنها البكر
ليحمل عنها عناء وشقاء الكدح فى الحياة الصعبة القاسية
وكان يوسف يستعد لذلك ويؤهل نفسه بعدما أصقلت سنوات الجيش الصعبة
مواهبه وتعلم فيها الكثيرمماينفعه فى صراعه المقبل مع الأيام
جاء يوم السبت كان يوسف عبد الواحد يمارس نشاطه اليومى المعتاد حيث كان يعمل مساعد طباخ الكتيبة
بينما كانت الأم فى بيتها تجلس الى طشت الغسيل تغسل ملابس يوسف استعدادا لخروجه من الجيش
وفجأة أحس يوسف بانقباضة شديدة فى صدره
وهو جالس على شاطئ البحر الميت بأبي قير
كانت الصلة الروحية القوية بين يوسف وأمه
 وراء هذا الشعور الذى احسه
فى هذه اللحظة لم تستطع الأم أن تنهى غسيل ملابس يوسف
فقد أصيبت بدوار شديد حاولت أن تنهض معه وا قفة فلم تستطع
دارت الدنيا من حولها بسرعة قبل أن تسقط على الأرض
ويرتطم رأسها بطشت الغسيل فيشج رأسها ويسيل الدم
يأتى الجيران للمساعدة بعد صرخة ابنها الصغير
يسرع أحدهم باحضار الطبيب
يقرر الطبيب أن الحالة جلطة دموية بالدماغ
وتحتاج للنقل السريع للمستشفى لأن الحالة خطرة جدا
ونقلت الى المستشفى العام بالمدينة على بعد ساعة
وصلت بعد العصر وصارعت الموت مابين العصر والمغرب
لتفارق الحياة هناك فى عنبر الباطنة حريم
بين المغرب والعشاء
ويحور جثمانها الهزيل
الذى صارع الزمن لخمسة عقود ونيف وباغته الموت
تحت جنح الظلام الى بيتها
ليوارى الثرى فى الصباح التالى
لليلة طويلة من ليالى شهر فبراير
حالك ظلامها بارد هوائها غاب عن سمائها  القمر
يوسف لم يصله الخبركلاما يتلى لكنه أحس بالأمرشعورا بالتخاطرصوت همس بداخله
 فجاء على عجل من البحر الميت على شاطئ الاسكندرية الى شاطئ النيل
ليجد أمه قد رحلت عن الدنيا قبل أن تودعه
لم يمهله القدر حتى يحمل عنها الحمل ويجعلها تنعم بالراحة كما وعدها من قبل
لم يمهلها القدر حتى ترى ابنها البكر يحمل عنها المسئولية
لم يمهلها القدر حتى  تزوج ابنها البكر وترى أحفادها يلعبون من حولها
خرج يوسف من الجيش وخرجت أمه من الحياة الدنيا بكل متاعبها ومصاعبها
 لتلقى وجه كريم
هكذا أراد القدر
رحيل بلا وداع
(المسودة الثالثة 2/1/2011)









1-قصة: شعرت بالخجل مرتين
بقلم د/صديق الحكيم

دكتور عماد حليم هو مديري بمستشفى دارالشفاء
تجده دائما فى زى كلاسيكي مهندم ..
يرتدى بدلة كحلى بقميص لبنى وكرافت وردى
مشغول بانجاز الأعمال وتوزيع المهام
 ناهيك عن عشقه للنظام ودقة المواعيد
حازم وصارم هكذا أراه ولربما اختلف معى اخرون فى رؤيتى هذه
تساءلت فى نفسى عجبا عندما التقيته صدفة
فى شارع الأمير بندربن عبد العزيز (السويكت سابقا)وهوشارع طويل عريض هنا بالخبر الشمالية المطلة مباشرة على الخليج العربى
 اشتهر بمحلات الملابس الحريمى وأدوات الزينة
 أمام الخبر بلازا
على عادتى وعلى غير عادته
كان كلانا يسير على قدميه
كنت مقبلا فى اتجاه مستشفى الدكتور فخرى
وكان هو سائرا فى اتجاة جامع السويكت  الشهير
لكن عندما تحاذينا على الرصيف ،
لم يكن منتبها لوجودى
وعاجل الظن السئ نفسى
فقلت لقد تجاهلنى عن قصد
لكن معرفتى به كفيلة بابعاد ذلك الظن السئ
لم أرد أن أبدأه بالتحية
لحاجة فى نفس يعقوب
راح يقلب ناظريه فى الناس والأشياء كأنه يبحث عن شئ مفقود تحرك على الرصيف يمينا ويسارا
للخلف وللامام لكن فى حدود دائرة ضيقة
كأنه يجرى تمارين المشى فى المحل
لقد استقر الان واقفا فى مكانه ينظر فى ساعته
فجأة
رأيته يلوح بيده اليمنى ويشير لى أن أسرع
و تجاوزته حتى صار وراء ظهرى.
وأمسكت عن الالتفات اليه فورا ،
ربما يكون ظنى فى محله .بعد خطوات كثيرة عمدت إلى الالتفات
عندما أحسست أننى بعيد عن مرمى نظره
رأيته هناك بجوار الباب الرئيسى للخبربلازا
كان يجلس القرفصاء ويفتح  ذراعيه على اتساعهما
ليضم طفلا صغيرا يجرى نحوه فى تهلل ..
يتدحرج فى خطواته المتوالية كمن يركب دراجة  
كأنه يمشى على مرتبة صنعت من الاسفنج
لابد أنه ابنه الصغير أمير
شعرت بالخجل مرتين
مرة لأننى تركت الظن السئ يغزو نفسى
ومرة ثانية عندما قضية حاجة فى نفسى














2- قصة عودة حمدان
د/صديق الحكيم - مصر
sedeeks@yahoo.com
كان حمدان  النجار قد غادر العمل فى مستشفى دار الشفاء فجأة
دون مقدمات معروفة لنا  على الأقل
قاصدا بذلك احداث ارتباك فى دولاب العمل
 ومأرب اخر
 هو لى ذراع الادارة
حتى ترضخ لمطالبه التى لايعلمها معظمنا
تباينت مواقف العاملين فى القسم
الذى يترأسه حمدان بعد رحيله المفاجئ
البعض يبكي على أيامه الخوالى
ويظن أن الحياة ودولاب العمل سيتوقف  بعد رحيله
البعض الأخر تنفس الصعداء
لأن حمدان كان يمثل له الرقيب
الجاثم على صدره
الذي يعد عليه انفاسه زفيرها قبل الشهيق
فلما ولى أو كما يقول أهل لبنان فل
قام فرحا مهللا داعيا الله ان يكون رحيل حمدان
ذهاب بلا عودة
وتمنى لو يكسروراءه  اناء فخاري كبير
بحجم الزيرالمصرى القناوى
كشاهد على انتهاء عهد الرجل الواحد
وبداية عهد الاستقلال و الحرية
البعض كان سعيدا لرحيل حمدان
لأن ذلك بالنسبة له يعنى الصعود الى أعلى
واحتلال موقع حمدان الشاغر
كل هؤلاء وأولائك يمرون على مكتب حمدان المغلق ذهابا وايابا
كل يوم يمر تسرى فى المستشفى  شائعة عن عودة حمدان
يؤيد هذه الشائعة
مكتب حمدان المغلق وكرسيه الشاغر
الباكون على رحيل حمدان
يمنون انفسهم أنهم فى الصباح سيجدون المكتب  مفتوح وبابه مواربا كالعادة وحمدان جالس كعادته على كرسيه الأسود الدوار خلف مكتبه الخشبى الكبير ممسكا مسبحته الفضية
أما شهود الزير
فمتوجسون من استمرار  مكتب حمدان المغلق وكرسيه الشاغر ويسترقون السمع على أبواب الادارة
حتى يعلموا حقيقة الشائعة
لأنه لادخان بدون نار
وعودة حمدان بالنسبة لشهود الزير
تعنى تصفية الحسابات القديمة
وربما كان صراعا على البقاء فى قسم حمدان
فريق الصعود يتجرع كل يوم المزيد من حبوب الصبر
حتى يقضى الله امرا كان مفعولا
تراودهم احلام اليقظة بخروج القرار الظنى
وفتح مكتب حمدان المغلق
واحتلال كرسيه الشاغر
مازالت شائعة عودة حمدان تسري وتنتشرو تملأ الأجواء وتؤرق الجميع
مازال مكتب حمدان مغلقا وكرسيه شاغرا
ومازال الباكون على رحيل حمدان و شهود الزيرو فريق الصعود
على أحر من الجمر
فى انتظار خروج القرار الظنى
الذى طال انتظاره
7/11/2010


- قصة الغربال الجديد
د/صديق الحكيم
sedeeks@yahoo.com
بشير:صباح الخير يا سيد بصير
-         تمضي برهة
-          ولا يتلقى بشير رد التحية  على تحيته من السيد بصير
فيكرر صباح الخير يا سيد بصير........... هنا ينتبه بصير
بصير:صباح الخير ياسيد بشير لاتأخذنى كنت مشغول البال
بشير:اللى واخد عقلك
بصير:الله يرحم أيام المدير القديم
بشير:وماله المدير الجديد
بصير:حقا لاتعرف يابشير
بشير:لا اعرف حقا….. احكى لى….. لوعندك وقت
بصير:عندى وقت…… هذه اهم حسنات المدير القديم صبحه الله بكل خير
كان أيامه  الوقت فيه بركة
كنت تقدر تشرب الشاى على روقان .......وتقرأ الجرايد اليومية من الصفحة الأولى للصفحة الأخيرة مرورالكرام بأخبارالفكر الجديد ومرور اللئام بأخبارالنجمات و النجوم.....
ولوبقى وقت تفتح النت وتشوف بريدك الالكترونى وتتنقل بين المواقع المحترمة.......... المحترمة وبس فاهم قصدى طبعا وممكن تعمل كام شات على الماشى
بشير: وماذا بقى من وقت العمل للعمل....... وهل تسمى اهدار الوقت بركة
بصير:انت بتتكلم ذى المدير الجديد........ باين كلامه جا على هواك
بشير:انتى عرفنى ........لامدير جديد ولا مدير قديم انا اقوم بعملى وفقط
بصير:عارف عارف ...................عموما المدير الجديد قدامه شوية وقت
وبعدين ترجع ريما لعادتها القديمة
بشير:لا أظن أن المدير الجديد مثل سابقه
بصير:كله ذى بعضه ياعزيزي.................. ياما دقت على الراس طبول
وأنت بتعرف (ان الغربال الجديد له شدة)........ كما كانت تقول جدتى
بشير:لا أظن أن قول جدتك -غفر الله لها- سوف يسرى هذه المرة
بل أعتقد أن قول الحكيم ( من شب على شئ شاب عليه) هو اللى حيسري
لأن  المدير الجديد نشيط ومجتهد
ويريد تحسين الوضع وعمل نقلة نوعية فى أساليب العمل والانتاج
بصير:ايه الكلام الكبير ده......... الموضوع كله…………مدير راح ومدير جا
وحتشوف بعد شهر ولا اتنين حتروح شدة الغربال
ونرجع للشاي والجرايد والنت
بشير:حنشوف يابصير وحفكرك أى القولين هو اللى يكسب
قول الحكيم –( من شب على شئ شاب عليه)
أوقول جدتك...( الغربال الجديد له شدة)
بصير:تراهن
بشير: أنت عارف أنا مبحبش الرهان
بصير:بلاش الرهان بس بعد شهر من تاريخه لو استمر الحال وبقى الغربال مشدود
حنزل طقم قهوة سادة على روح أيام البركة ولو زالت شدة الغربال ورجعت             ريما لعادتها القديمة حنزل طقم شربات بمناسبة عودة أيام البركة بالسلامة
بشير: موافق ومستنى قهوتك

( تمت المسودة الرابعة  فى  19/12/2010)
منشورة على موقع نادى القصة المصرى
منشورة على موقع ديوان العرب


5- القصة/ربما يكون مغلقا
د/ صديق الحكيم
sedeeks@yahoo.com

اصوات عالية بالخارج تشبه أ صوات جرافات ودبابات العدو
انها بالفعل أ صوات الجرافات والدبابات المتوحشة
تهدم وتدمر كل شئ فى طريقها بلا عقل تماما مثل من يقودها
ومن يسوق من يقودها
الام: استيقظ يابنى  كم الساعة الان يابنى؟
ينظرسعيد فى ساعة الموبايل
انها السادسة صباحا يا أمى
ما هذا ياامى؟
انه اهتزاز شديد فى جدار بيتنا ياأمى
ماذا يحدث بالخارج ؟
هذا غير معقول
ترد عليه الأم انهم الصهاينة الملاعين يابنى
ينفذون ما هددوا به
سوف يهدمون البيت على رؤسنا
صوت يصدر من مكبر للصوت يقول
فى بجاحة وصلف
اخرجوامن المنزل  حافظوا على حياتكم
سوف نهدم المنزل سواء خرجتم ام لا
الام :اتصل باخيك فى مصر
يحاول الاتصال
يرد عليه الهاتف: ربما يكون مغلقا
ويحاول الاتصال مرة اخرى
ويرد الهاتف المحمول  نفس الرد
الجرافات الاسرائلية تتقدم وتهدم سور البيت الامامى
الام . اتصل يابنى باخيك فى المملكة
يحاول الاتصال
جرس ياامى يقولها وهو يبتسم
ويتمنى ان يسمعه احد ويعرف ما يقع له
بعد قليل يصمت الجرس على الطرف الاخر
يحاول الاتصال ثانية انه الامل فى الحياة
انه الرجاء من الاخ الشقيق
فى هذه المرة ايضا يرد الهاتف
ربما يكون مغلقا
الجرافات الاسرائيلية وصلت لباب البيت
حطمت الباب ودخلت مخالبها الحديدية الطويلة فى صدر البيت
الام جلست على كرسى
كانما تنظر الى ملك الموت
القادم من بعيد من خلف الجبل ومعه الملائكة البيض الوجوه
يابنى حاول الاتصال . حاولت ياامى ..........  حاولت كثيرا
الجرافات المتوحشة تدخل بمخالبها وتهدم سقف الصالة
الام: تقول حاول يابنى
اخوك فى مصر اخوك فى المملكة
الابن حاولت ياامى
حاول يابنى لقد حاصروناياامى
السقف يسقط
و يحاول سعيد الاتصال بالاخوة
كالغريق المتلق بقشة
لكن حتى القشة ضنوا بها على سعيد وأمه
وأخيرا يرد الهاتف
على سعيد المتلهف لمن يغيثه
فى زمن خلى من المعتصم
 لقد نفذ رصيدكم
فينقطع أمله بأهل الأرض جميعا
ويتعلق بالباقى القادر
تدخل الجرافات بمخابلها المسنونة
فى الأجساد الطاهرة
ويخرج ملك الموت ومعه ارواح الشهداء
ومازالت هواتف الاخوة مغلقة


منشورة على موقع نادى القصة المصرى
منشورة على موقع ديوان العرب






6- القصة/كوبرى الناموس
د/ صديقالحكيم
sedeeks@yahoo.com
عند كوبرى صغير  على ترعة المحمودية اسمه كوبرى الناموس شرق مدينة الاسكندرية....
وقف  محمود سليم النوبى
هذا الشاب الاسمر المنحدر من أقصى الجنوب
من أعالى مصر
من النوبة  جنوب أسوان
حيث أنقذت الدولة الحجر وهجرت البشر
- امضى وقتا ممتعا على كوبرى الناموس
منتظرا قدوم فتاته سناء
الخمرية اللون ذات العيون العسلية والشعر الأسود
المنحدرة من احدى قرى محافظة البحيرة .....
طال الانتظار
لم تاتى سناء فى الموعد المحدد
ولن تأتى  يوما....
منذ ان واعدت محمود للقاء على كوبرى الناموس
الساعة الخامسة بعد العصر يوم الخميس.....
وذلك قبل عشر سنوات
ومن ساعتها ومحمود يذهب  فى المكان والزمان المحددين.......
ولم تأت سناء ....لقد اصبحت عادة عند محمود
بل احد الطقوس الأسبوعية
ان يذهب  كل يوم خميس
ويجلس عند كوبرى الناموس
من الساعة الخامسة وحتى الثامنة مساءا.........
حيث يطلق لخياله العنان
هنا كان اول لقاء مع حبيبتى سناء
هنا امسكت يدها لاول مرة
وضغطت عليها بقوة وحنين
وياخذه الخيال بعيدا بعيدا ......
.ليصحوا على صوت الباعة المرتفع على كوبرى الناموس .......
حتى بعدما علم ان سناء تزوجت خارج المدينة
من احدى شباب قريتها
ولم تعد تحضر الي الاسكندرية الا نادرا .....
تزوج محمود النوبى هو الأخر
وانجب بنتا جميلة
أسماها سناء تخليدا لذكرى حبيبته .....
ومازال محمود يذهب كل يوم خميس
 مع اسرته من الخامسة حتى الثامنة......
لم يعد ينتظر سناء التى لم تأتى..........  حتى لو جاءت
لقد عشق محمود  كوبرى الناموس
بسناء وبدون سناء ...
.لقد اصبح احد طقوسه الأسبوعية
ان يذهب  كل يوم خميس الى كوبرى الناموس
12/12/20


منشورة على موقع نادى القصة المصرى
منشورة على موقع ديوان العرب












7 القصة   البرطمان الثالث

كان الكلام شحيحا بينهما
مثل امطار الصيف
هو يتكلم وهى لا ترد
طلب منها ان تصنع له كوبا من الشاى
لم تجب كلاما
لكنها ذهبت الى المطبخ
وضعت الشاى واحضرته بدون كلام
وضعته امامه تذوق الشاى فوجده بدون سكر
فبادرها هلا احضرت السكر؟
كان على رف المطبخ ثلاث برطما نات
احدهما للشاى والثانى للسكر
والثالث اخذت منه ملعقتين ووضعتهما فى الكوب  بطريقة الخطا
واخذت تدور الملعقة فى الكوب
ثم قدمتها له ثانية
أمسك كوب الشاى بين يديه

لم تمض برهة
حتى هاج وماج وصاح عليها ما هذا؟
نظرت الى البرطمان الثالث
وتاكدت انها وضعت من الملح معلقتين على الشاى
ولاول مرة فى هذا اليوم ترد عليه وتقول له فيه ايه؟  قال لها الا تعرفين فيه ايه ؟
قالت وهى تجر شكله  لا معرفش فيه ايه
قال لها الشاى  وقالت ماله الشاى ؟
قال لها انه انه بارد لن اشربه
ضحكت فى سرها وقالت بارد افضل من مالح

8- القصة  لمن يجرؤعلى الأحلام

تجربة فوق مستوى المألوف فلتمضى فى حياتك بايقاع طالما تمنيته من قبل
 شرد ذهنى فى العبارة التى سمعتها لتوى من الراديو
وأخذتنى بعيدا عن الواقع
 ولم يخرجنى من هذا الشرود
 الا صديقى فاروق الجالس  بجوارى على مقعد الميكروباص  المنطلق من ابيس مرورا  بالعوايد منتهيا فى محطته الاخيرة فى ميدان الساعة (ساعة فكتوريا)
حيث  الميدان الواسع  المزدحم  بالناس انها حقا الاسكندرية الحقيقية الاسكندرية الجنوبية
 ليست شاطىء جليم ولا فيلات فى كفر عبده
بالمناسبة هذا ليس حقدا طبقيا انه فقط حكاية حال
 انها هنا فى شارع الجلاء ..........تنبض ايضا بايقاع  فريد لكن الناس هنا تقف امام طموحاتهم اشياء واشياء
شاركت صديقى فاوق المنشغل بدفع الأجرة للسائق
 فقلت له لو كنا فى سيارة مر سيدس الان هل يختلف الحال  قال لى على العذر  ليست لنا انها تجربة فوق مستوى الما لوف فلتمضى فى حياتك ياصديقى بايقاع تستطيع السيطرة عليه  لان ايقاع المرسيدس لا تقوى عليه نفس كلمات العبارة رددها صديقى فى تلقائية دون تكلف لكن بمنطق من يجرؤ على الكلام أو حتى من يجرؤ على الأحلام










9- القصة  :الفوضى الخلاقة

بعد منتصف الليل وصلت الى منزلى كانت زوجتى وابنتى نائمتين كالعادة
فتحت باب الشقة الخارجى ويد بها المفاتيح والاخرى بها حقيبة الاوراق وكنت قاصدا الى غرفة النوم مباشرة وفجاة سمعت صوت وجلبة تخرج من حجرة المكتب وهى تقع على يمين الداخل من باب الشقة مباشرة لم تسمعها زوجتى ولا ابنتى لان غرفة النوم اخر الصالة وهما فى نوم عميق منذ ساعة مبكرة من الليل خلعت حذائى ببطء وسرت على اطراف اصابعى واسترقت السمع على باب حجرة المكتب حتى استجلى الامر فى الداخل سمعت حوارا له العجب المتحدث الاول لابد ان نصل الى قرار فى هذا الموضوع هذه الليلة  فيرد الاخر نعم سنصل لقرار لكن دعونا ناخذ الاصوات على تحديد المشكلة الاكثر خطورة
صوت ثالث  اعتقد ان المشكلة هى كم الفوضى التى يثركها خلعه

صوت رابع . المشكلة ليست فى الفوضى المشكلة فى ما تسببه هذه الفوضى من ضياع افكار صاحبنا وتذهب مع الريح بسبب عدم التنظيم والترتيب فهو فى كل مرة يضيع وقتا فى البحث عن ورقة تحمل فكرة كانت هنا واخرى كانت هناك ولا يجد هذه الاوراق  وتضيع الافكار ويبدا من جديد فى البناء بعد ان تكون الفوضى قد هدمت ما بناه فى المرة السابقة واخيرا سمعت صوت فيما يشبه انه صوت الزعيم لان عندما تحدث صمت الجميع قال لابد ان نكتب له بالتوصيات التى وصلنا اليها

التوصية الاولى وضع كل الاقلام فى مكان واحد مثل كوب قديم وضع الاوراق المبعثرة كل مجموعة من الاوراق فى دوسيه حسب موضوعه وضع الصحف والجرايد فى مكان اخر

وافق الجميع على التوصيات وكل عضو وضع توقيعه لم استطع ان انتظر هممت بفتح الباب والدخول لكن فكرت فى حل اخر وهو النظر عبر شقب الباب فوجدت المتحدثين يلملمون اوراقهم وكلهم اعرفهم عن قرب
فالمتحدث الاول  هو قلمى الرصاص
والمتحدث الثانى هو كتاب المعجم الوجيز
والثالث هم دباسة والرابع هو القلم الفسفورى واخيرا الزعيم هو الاباجورة الشاهد الاول على كتاباتى واخيرا ذهب كل واحد الى مكانه ودخلت حجرة المكتب واشعلت النور نظرت اليهم وشكرتهم واخذت ورقة التوصيات وعلقتها على سبورة المهام على وعد بتنفيذ كل توصية ولكن من اول بكرة لاننى الان مرهق وأريد النوم














10القصة/خمسة جنيهات

استلمت الراتب الشهرى بالتمام والكمال
 وعدت الى البيت  مزهوا وفخورا وجيبى مليان فلوس
 وقلت لنفسى اليوم اجيب كل اللى نفسى فيه
 ويتكرر ما يحدث كل شهر عندما اقوم بدور ساعى البريد الذى ينقل الرسائل من المرسل الى المستلم
وكنت افعل مثله انقل المرتب من الصراف الىزوجتى بالتمام والكمال
آن لى من الآن فصاعداً
أن اتخلص من هذه العادة الرزيلة
 خلعت ملابسى وعلقتها على الشماعة
 ومارست بعدها طقوس العودة من العمل
لبست ملابس البيت
 تناولت الغداء
 واستراحة القيلولة استيقظت من قيلولتى
فوجدت حرمنا المصون
 وقد امسكت ورقة وقلم
 والمرتب الكل امامها على  الترابيزة
حاولت ان اباغتها بحركة خاطفة
وامسك الفلوس لكنها كانت لماحة وفطنة
 حاولت ان امسك بالورقة تركتها لى فى سلاسة
فوجدت فيها قائمة المصروفات الشهرية المعتادة والمحفوظة
من أول بند
 الايجار
 البقال
 الجزار
 والنثريات
وحتى بند المنوعات
 ثم باغتتنى بسؤال
 المرتب ناقص خمسة جنيهات ليه؟
 فكرت قبل ان أجيب
 وسارعت الى ملابسى المعلقة على الشماعة
 فوجدتها قد تم تفتيشها تفتيشا ذاتيا
كررت زوجتى السؤال
 لم أرد بجواب
 فقالت على العموم هى مصاريفك هذا الاسبوع
 وهكذا تبخرت الاحلام
 وتكرر الحرمان
 ان احضر اللى نفسى فيه
 وهو ليست بكثير
إنه قرص حلاوة مشبك دمياطى
 الان تذكرت اين ذهبت الجنيهات الخمسة
 انها خرجت كسلفة لزميل
 يعانى مثلى عنده زوجة مثل زوجتى الاثنين وزراء مالية ولا فشر من يوسف بطرس غالى فى زمانه
 لكن صاحبى
عرف كيف يحقق امنيته هذا الشهر
 وأرجأت أنا تحقيق امنيتى للشهر القادم
11-القصة/كوب شاى
تعودت أن اتناول كوب الشاى بالنعناع
عندما اجلس للقراءة او الكتابة بعد العصر
تصنعه لى زوجتى الحبيبة
ولان الجميع قد ذهبوا فى زيارة عائلية
 وتركونى وحيداً فى البيت
وهذه ميزة لاننى اقرا واكتب فى هدوء
 قررت ان اصنع كوب الشاى بنفسى دخلت المطبخ
اين الكوب غير موجود ؟
 اين الملعقة؟
غير موجودة
اين السكر؟
 غير موجود
 اين الولاعة  لاشعل البوتاجاز ؟
غير موجودة
هل هذا معقول
 كل المكونات المطلوبةلعمل كوب شاى غير موجودة
فتحت كل الادراج والخزانات المغلقة لم اجد شيئا
اين ذهبت الاكواب والمعالق والولاعة واين الشاى والسكر ؟ قلت اتصل بزوجتى استفسر منها عن مكان هذه الاشياء وبالفعل امسكت بالهاتف المحمول وبدات اجرى المكالمة
جرس جرس جرس
لا أحد يجيب على الطرف الاّخر
لعل التليفون صامت أو فى الشنطة
جلست على كرسى وسط المطبخ
 وقلت لابد من حل
 زوجتى تصنع لى الشاى بسرعة
 لابد ان هذه الاشياء جاهزة فى مكان واحد
 ساعتها تذكرت الصينية المصنوعة من النحاس ذات الحوافى العالية
 والتى كانت امى رحمة الله عليها تجمع عليها عدة الشاى سبرتاية وكوب ومعلقة وبرطمان سكر وبرطمان صغير للشاى وكبريت
فقلت لعل زوجتى تملك واحدة مثلها
 لكن لم اراها عند زوجتى من قبل
 لعلها فى غرفة النوم بدات فى البحث عن عدة الشاى
 لكن لم اجدها
 قلت فى نفسى كل هذا من اجل كوب شاى لقد ضاعت العصرية فى عمل شىء بسيط مثل كوب شاى
ساعتها عرفت قيمة الزوجة وأهميتها
ورجعت الى حجرة المكتب أجر أذيال الخيبة
لاننى فشلت فى عمل كوب شاى
 دخلت الحجرة وجلست على المكتب
 وفجاة وجدت الحل
 إنه ترمس الشاى
 تركته زوجتى بجوار المكتب
به الشاى جاهز وساخن وعليه الكوب الفارغ
تذكرت زوجتى فى غيابها بكل الخير
وكيف تمتد رعايتها حتى وهى خارج البيت
ممتن أنا لها كثيراً
 قمت بصب الشاى فى الكوب
وتابعت القراءة فى كتاب شيق
 ممر التنمية والتعمير للدكتور فاروق الباز
 وانا اقرا وعقلى ما زال يسال اين عدة الشاى؟
 لماذا لم افكر فى ترمس الشاى؟
لكن الجواب الشافى انه يوجد من يهتم لامرى
 ويصنع لى الشاى واشياء جميلة اخرى



ِ12-القصة : اللص المسروق
الكاتب د/ صديق الحكيم       مصر
فى احدى ليالى الشتاء البارد الطويلة
وبعد فحص ودراسة لمداخل البيت ومخارجه
وبالفعل وجدت نقطة  الضعف
نافذة  المطبخ المفتوحة
وصاحبة البيت وحدها بعد سفر الابناء بحثا عن ارزاقهم فى شتى بقاع الأرض
وبعدما هدات الاحوال فى الشارع
وانقطعت أقدام المارة
وخلد الجيران الى النوم
وفى داخل البيت خيم السكون على المكان
ونامت صاحبة البيت بعدما أطفأت الأنوار وأغلقت الأبواب والنوافذ
دخلت البيت من نافذة المطبخ
وفجاة وجدتها واقفة فى المطبخ على غير ماتوقعت
حيث ظننت أن صاحبة البيت تعيش بمفردها دون رفيق
عيونها التى تلمع فى الظلام
وصوتها الحاد الناعم جعله الرعب فى قلبى كأنه زئير أسد
يالها من قطة لعينة
ادخلت الرعب الى  قلبى
جعلتنى أفكربجدية فى الهرب والتراجع
قبل اتمام المهمة التى جئت من أجلها
حاولت ان ازيحها عن طريقى
لكنها كانت تتمتع بالشجاعة الكافية
حتى تقف امامى ولا تخشى عصاتى
التى لوحت بها فى وجهها
حاولت ان اخرج مطواة من جيبى
وانا احاول اخراجها  خرج معها شىء   لم اراه فى الظلام والهلع
حاولت أن أجهز عليها
قفزت هنا وهناك
حدث هرج ومرج
سقطت الاوانى والاكواب والصوانى
استيقظت صاحبة البيت
واضاءت الأنوار واستغاثت بالجيران
لم اجد امامى الا الهروب والتراجع
وبالفعل قفزت عبر نافذة المطبخ الى خارج البيت
وانا الهث
وبالكاد وجدت ركن بعيد
يأوينى ويبعدنى عنى اعين الجيران اللذين تجمعوا
وانا اراهم من بعيد
وشاهدت صاحبة البيت وهى تحمل قطتها
وفى فمها شىء مثل المحفظة
تحسست جيبى الخلفى
فلم اجد محفظتى
اه يالها من قطة  لعينة
سرقتنى قبل ان اسرق صاحبتها
حمدت الله ان المحفظة بها نقود فقط
ولا يوجد بها ما يدل على شخصيتى
وبعد وقت قصير
هدأ الشارع
وانطفأت الانوار
وانقطعت أقدام المارة
وخلد الجيران الى النوم
عدت الى بيتى صفر اليدين ليس
هذا فقط بل سرقتنى القطة
وحصلت بكل جدارة على لقب
اللص المسروق
د/ صديق الحكيم

مصر 10/5/2010

منشورة على موقع ديوان العرب







13- صانع المزاج
عم مشهور
عامل البوفيه فى مستشفى دار الشفاء
 
الرجل الهندى الأسمرالجميل
يرتدي زيه المميز طقم أبيض فى أبيض
بنطلون أبيض وقميص أبيض
وغطاء رأس أبيض يشبه كاب جنود القوات البحرية
 يجلس دوما خلف منضدة مبنية بالطوب ومغطاة بالرخام
يطلق عليها اصحاب المقاهى المصرية النصبة
يرتب على النصبة كل الأدوات اللازمة لصناعة الشاى والقهوة
الأكواب البلاستيكية البيضاء النظيفة وفناجين القهوة
اناء الماء الساخن وبراد كبير للحليب
وأوعية صغيرة للشاى والقهوة والسكر
المشروبات مجانية
أو كما يقال دوما فى الأفلام العربى على حساب صاحب المخل
يبش لي وأنا أدخل، وينتفض محييا كلما خرجت. لا أعرف لماذا يكرهه زملائى ؟!
 إنه لطيف بشوش، وهو يقترب من قلبى، وأنا أقترب منه.
دائما ما تجده فى صفوف المصلين الأولى
بعد أن يؤذن ويقيم الصلاة
تعودت أن أراه كل يوم تعودت أن أشرب قهوتى من يديه
تعودت ان أراه فى المسجد يؤذن ويقيم الصلاة


قصة أم 44
د.صديق الحكيم
(للمساكن حرمة فلا يجوز دخولها ولاتفتيشها إلا بأمر قضائى مسبب وفقاً لأحكام القانون )
المادة 44 من الدستور المصرى
تحية لثورة الشباب
تحية لشهداء ثورة الشباب
تحية خاصة للشهيد أحمد







جاء زوار الفجرفى وقت السحر
دقوا على الباب  الخارجى بعنف
لم يرد أحد
لأنه وقت طبيعى للنوم
وليس وقتا لإستقبال الزوار
لم يطل انتظارهم كثيراً
لأن الصبر لايعرف إلى نفوسهم طريق
دخلوا إلى البيت بعد تحطيم الأبواب
وكسر الشبابيك
اتجهوا مباشرة إلى مضاجع الحريم
دون مراعاة لنخوة أو دين
لأنهم شرذمة منتقاة على الفرازة
ويسيقظ الطفل الرضيع حسين مفزوعاً وباكياً
ويهرب الى حضن أمه نوارة المنكمشة فى ركن الحجرة المظلم
وتقوم الجدة المريضة من سريرها على مهل
 وتجلس عند طرف السرير
لتجد أحد الزوار وقد أمسك بكشاف فى يديه ونور قوى ينبعث منه يصدم عيون النائمين الاّمنين يكاد برقه يخطف أبصارهم
حاولت الجدة المتعبة أن ترفع نظرها لتجد رأس ذلك الشئ الواقف بجوار سريرها مباشرة
وأخيراً وجدت وجدت عينين جاحظتين تحملقان فيها وفم مفتوح فى بلاهة تنم عن غباء محدق
 فوقه تجمع كثيف من الشعر المرصوص
طوليا وفى أطرافه شعر ممتد بالعرض خارج حدود الوجه المكوركان يوصف فى عصر الرجال بالشارب 
كل ذلك محمول على جبل من الثلج يكاد يلامس سقف الحجرة
يهوى بيده الغليظة على سرير الجدة
يزلزل السرير بكل من عليه
ويخرج من فمه صوت كالرعد
يلقى الرعب فى قلوب الجميع
يلقبه زملائه بخميس الخرتيت
الجدة والأم والحفيدة والحفيد الكل فى رعب وهلع
أين هو ؟ يسأل خميس الخرتيت
ترد الجدة مين ؟
الخرتيت :حسين أحمد على
الأم :ما له حسين عمل إيه
الخرتيت :عمله أسود ومنيل
يأتى صوت من خلف الخرتيت
إنه المساعد رجب
وجدته ياخميس
ويرد عليه خميس الخرتيت :لسه يا فندم جارى البحث
وتكرر الأم :ما له حسين عمل إيه؟
يرد عليها الصوت الصادر من خلف الخرتيت
إنه عكرصفو الأمن والسلم وحاول قلب نظام الحكم
ابنى حسين عمل كل ده
يرد عليها خميس هو فين ؟
أين تخفيه؟
تمام يا فندم عثرنا على الإرهابى
ويمسك خميس بأم حسين من شعرها الأسود بلون تلك الليلة
فتحاول أن تسكت رضيعها الذى يبكى وتضع فى فمه الببرونة
ويعاود الخرتيت سؤال الأم  أين حسين أحمد على
ويعلوالصوت الصادر من خلف الخرتيت
المساعد رجب : قبضت عليه يا خميس الزفت
تجيب الأم على الخرتيت هذا هو ابنى حسين أحمد على
يجيب الخرتيت على الصوت الصادر من خلفه
وجدنا الإرهابى يا فندم
أحضره حالاً
ما قدرش يا فندم
ليه يا خميس الزفت
لأنه بيرضع يا فندم
بيرضع ما بيرضعش أحضره حالاً
تمام يا أفندم
ويجهزخميس الخرتيت على الأم ويخطف منها رضيعها حسين
 ويسلمه للمساعد رجب
فيأخذه المساعد ويسلمه للضابط الشاب ذو النجمة اليتيمة
الواقف خارج البيت يدخن سيجارة فى هواء الفجر المنعش النقى
الذى عكره بزفيره المختلط بالقطران المحترق
فيقول له الضابط من هذا؟
فيرد المساعد رجب:
هذا هو الإرهابى المطلوب حسين أحمد على
وتخرج الأم مسرعة خلف من خطف رضيعها
لتجد الضابط ومعه المساعد والخرتيت
يا حضرة الملازم هذا هوابنى حسين
رجع الرضيع لأمه يا رجب الزفت  وفتش عن المطلوب
وهنا تتمالك الأم نفسها وتسد الباب بجسدها النحيل
محاولة منع خميس ورجب من الدخول مرة ثانية
وتمر بذاكرتها السنوات الأربع التى درست فيها القانون
وكيف فضلت أن تجلس فى البيت
 بعدما رفضت ممارسة المحاماة فى جو يسوده الأخلاق الفاسدة
وتقول للضابط لماذا ترهب الناس الاّمنين فى بيوتهم؟
هل معك أمر قضائى مسبب للتفتيش؟
يرد الضابط فى تهكم وهو ينظر إلى المساعد رجب وخميس الخرتيت
 ودخان السيجارة يتصاعد من بين يديه
أمر قضائى
نعم امر قضائى حسب المادة 44 من الدستور
يتمتم الضابط  مادة 44 من الدستور
دستور إيه ياماما إحنا فى حالة طوارئ ونبحث عن إرهابى
وينظر إلى المساعد رجب وخميس
هاتوا الإرهابى حسين
وكمان الست أم 44



تمت فى 7/2/2011
الخبر الشمالية - السعودية
د.صديق الحكيم










لعنة الياسمين
قصة طويلة











الفصل الأول : جلسة الصباح
كان جميل أبو زيد الشاب السكندرى الأسمر قد أتم لتوه سنوات عقده الثانى بعد أن تخرج فى كلية الحقوق العريقة  بجامعة الاسكندرية  مطلع الصيف الماضى
ولأنه كان وحيد والديه فقد تخطى بذلك العقبة الكئود أمام أقرانه وهى فترة التجنيد الاجبارى  فى الجيش المصرى وبذلك فاته فرصة عظيمة لاكتساب خبرة حياتية لن يجود له الزمان بمثلها
وبدأ جميل حياته العملية مباشرة بالتدريب بمكتب الأستاذ سعد عبد العال المحامى الشهير بالمنشية
وكعادته بعد صلاة الفجرفى مسجد الإمام مسلم خلف الشيخ أحمد فريد جلس جميل فى بلكونة شقته بالدور السادس المطلة على شارع الإذاعة الذى يخترق منطقة باكوس ( نسبت إلى باكوس أو باخوس إله الخمر عند الإغريق والرومان) من الشمال الى الجنوب
يمسك بيده كوباً صنع من الصينى (mug) به شاى ساخن يمنحه بعض الدفْ فى هذا الجو البارد أضاف الى الكوب ورقتين من شجيرة النعناع التى زرعها فى إناء فخاري  ملأه بخليط من تراب قريته الفرستق المطلة على نهرالنيل مضافا إليه بعضاً من طمى النيل لتزيد من خصوبة الخليط
كانت رائحة النعناع المنعشة تملأ الأجواء وتنتشر فى أرجاء المكان ويظهرطعمه جلياً حتى اخر رشفة من كوب الشاى سقطت أشعة الشمس التى أشرقت لتوها مؤذنة بإنتهاء
جلسة الصباح ....
أعاد الكوب الفارغ الى المطبخ .........
ألقى أحلى تحية على ست الحبايب التى تعد الفطور
لم ينتظر ليتناول طعام الإفطار كعادته
أخذ يستعد للنزول لبس البدلة الكحلى
حسب تعليمات الأستاذ سعد


الفصل الثانى : الحاجة زبيدة الشابّى
نزل جميل السلالم وفى الدور الخامس وقف أمام شقة الحاجة زبيدة الشابّى التى يعتبرها جدته لأنه كان يقضى معها وقتا طويلا منذ أن كان صغيراً قبل سن المدرسة وحتى يومنا هذا وكان تحكى له كل الحكايات التى يمكن أن تحكيها جدة لحفيدها 
حكايات ست الحسن والشاطر حسن وحكايات من ألف ليلة وليلة وحكايات عن موطنها الأصلى تونس الخضراء ومسقط رأسها ببلدة الشابيه وهي من ضواحي مدينة توزر في جنوب تونس. الذى تركته منذ نصف قرن بعد ثورة الاستقلال على يد الحبيب بورقيبة 1957وجاءت مع زوجها الحاج حسين الباجى  وعمرها سبعة عشر عاماً 
حفظ جميل عن الجدة الأشعار التى حفظتها عن أبيها  وهى أشعارعمها الذى لم تره أبو القاسم الشابى
 إذا الشعب أراد يوما الحياة           فلابد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي                 ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لا يحب صعود الجبال      يعش ابد الدهر بين الحفر
  وقصص عن عبد الرحمن بن خلدون ورحلاته فى المغرب ومصر والجزيرة
وقصص عن القائد العسكرى القرطاجى العظيم حنبعل برقة
وكيف فتح العبادلة تونس الخضراء والقائد والفاتح العظيم عقبة بن نافع ومدينة القيروان وحكاية المصحف الأزرق وقصص عن الدولة الفاطمية وانتشار المذهب الشيعى من المعرب إلى مصر
وكيف زحف بنو هلال وبنو سليم من صعيد مصر الى تونس
وحكايات عن مملكة بنو الورد ومملكة بنو الرند
وتنقلت حكايتها التى حفظتها عن عن أبيها
وعن زوجها الحاج حسين التونسى ، والتونسي لقب لصق به وبأفراد أسرته لكوْنهم من تونس أصلا، وهاجروا إلى الإسكندرية، وأقاموا فيها فكان أهلُ الحي يصفون الفرد منهم بالتونسي، فلحق بهم هذا اللقب كعادة الغريب حين يقيم في غير مدينته يلقبه الناس لقبًا ينسبه إلى بلده الأصلي
والحاج حسين التونسى ذلك التاجر المثقف الذى عرف الشاعر الشعبي محمود بيرم التونسي الذى ولد بالسيالة فى حي الأنفوشي في وسمي التونسي لأن جده لأبيه كان تونسياً قدم إلى مصر سنة 1833م
.وماذا زالت الحاجة زبيدة تحتفظ بأعداد نادرة من مجلة المسلة و مجلة الخازوق ورثتها عن زوجها  والتى نشر بهما بيرم أزجاله النارية التي ينتقد فيها السلطة والاستعمار والشعب ومنها
يا شرق فيك جو منور
والفكر ضلام
وفيك حراره يا خساره
وبرود اجسام
فيك تسعميت مليون زلمه
لكن اغنام
لا بالمسيح عرفوا مقامهم
ولا بالاسلام
هي الشموس بتخلي الروس
كدا هو بدنجان
والشيخ عبد العزيزالجاويش والشاب الشاعرأبو القاسم الشابى
ورحل الحاج حسين التونسى إلى جوار ربه
بعد ثلاثين عاما من الزواج السعيد
وترك الجدة زبيدة وحيدة
قبل مايقرب من ربع قرن
عندما انقلب بن على على الحبيب 1987
كانت حكايات الجدة زبيدة لحفيدها جميل بسيطة لكنها  شيقة تمزج التاريخ بالتسلية  فحين تحكى عن تاريخ حكام تونس من البشوات والدايات والبايات
لاتحكى عن الحكام بل تحكى عن المحكومين وحالهم  وأحلامهم البسيطة
وكيف خلع الشعب بثورته على باى اخر البايات عام 1957ثم خلع بعد نصف قرن من الزمن بن على وحاشيته
وحكاية صورة الرئيس جمال عبد الناصر التى تعلقها فى الصالة
وحبها الشديد له وخروجها مع الجماهير يوم الثامن والعشرين من سبتمبر1970
وقد شعرت باليتم لأن جمال مات ولبست ثوب الحداد ولم تخلعه
إلاعندما عبرنا القناة وحررنا سيناء وقهرنا اليهود
نعم تقول الحاجة زبيدة عبرنا وحررنا وقهرنا بلغة الجمع ليس لأنها لغة أهل الأسكندرية الذين يستخدمون لغة الجمع
لكن لأنها اندمجت مع المصرين لأنهاقضت معظم حياتها هنا



الفصل الثالث : حكاية روح الياسمين
 مرت كل حكايتها على خاطره كالطيف فى لحظات مضت ما بين طرقه لباب جدته وحتى فتحت له الباب
صبّح عليها وسألها عن الصداع الذى ألم بها ليلة أمس فقالت الحمدلله راح الصداع والصحة عال العال
بادرها جميل أين وعدك لى
  قالت الجدة :أي وعد
قال جميل حكاية روح الياسمين
ردت الجدة :لكن ستتأخر على المكتب
جميل :لن أتأخر الأستاذ سعد اليوم فى القاهرة
خلاص هات كرسى وتعال نقعد فى البلكونة
وبدأت الجدة تحكى لجميل
روح الياسمين  ياجميل هو أطيب أنواع العطور النباتية. ويصنع من أزهار الياسمين  فى منطقة غراس GRASS في فرنسا،
وأوراق الياسمين مختلفة باختلاف النوع حيث أن بعض نباتات الياسمين دائمة الخضرة في حين أن بعضها الأخر يفقد أوراقه شتاء..
تتحدث الجدة زبيدة عن الياسمين وكأنها عالمة نباتات أو حتى بستانى مخضرم قضى حياته فى زراعة الياسمين
وتصمت الجدة برهة كأنما تذكرت شيئاً ثم تبتسم
سألها جميل عن سر ابتسامتها
قالت سأخبرك فيما بعد عن أمرين مهمين عن زهرة الياسمين
و تتابع حديثها عن الياسمين
وتكون أزهارها بيضاء أو صفراء أو قرنفلية اللون، و لها رائحة محبوبة لكثير من الناس
و الياسمن هو الزهرة الوطنية لإندونيسيا. كما أن الياسمين زهرة مشهورة في الفلبين والهند وباكستان وسريلانكا والوطن العربي.
ويسألها جميل عن الياسمين فى موطنها تونس الخضراء
وترد عليه الجدة :أكثرالياسمين الموجود فى تونس هو الأبيض ذو أربع شرفات أو خمس، وهوعطر الرائحة، وأعطر ما يكون في فصل  الصيف و يصنع منه المشموم التونسي الشهير.
كما يوجد الياسمين الأصفر لكنه
تصمت الجدة
فيسألها جميل لكنه ماذا؟
فتصمت الجدة مرة أخري
شعر جميل أنه موضوع يسبب لها الحزن
وأحست الجدة بالحرج فحاولت أن تغير الموضوع
وتسأل الجدة جميل وماذا عن الياسمين فى مصر؟
صمت جميل ليس عن جهل لكن لعلمه أن الجدة لديها دائما ما تحكيه
عرف الفراعنة الياسمين باسم " أسمن " ومنه جاء الاسم القبطي " أسمين " ثم حُرفت إلى " ياسمين " وقد وجدت أكاليل من زهور الياسمين على رؤوس وحول أعناق ملوك وملكات الفراعنة في بعض المعابد
إذاً فأزهار الياسمين قديمة
ترد الجدة :نعم  بالطبع هل تعرف يا جميل أن  أزهار الياسمين " Jasmine grandiflorum " أيضاً بلقب"ملكة الزهور". لأن الياسمين من أقدم الزهور المستعملة على نحو واسع في صناعة العطور






الفصل الرابع : حكاية جميل وبثينة
أحست الجدة أن جميل لديه قصة خاصة يريد أن يبوح بها لجدته لكنه متردد كعادته
سألت الجدة جميل سؤال مباشر هل بثينة تحب الزهور ؟
أجاب جميل باندفاع وبدون تفكير نعم تحب الزهور
ردت الجدة فى عفوية مصطنعة لاتخلو من المكر الحسن
 وكيف عرفت ؟
استغرب جميل من معرفة الجدة بحكاية بثينة
إنه لم يخبر أحداً حتى أمه أقرب الناس إلى قلبه
لم تمهله الجدة وأجابت عن السؤال الذى لم يسأله
كيف أعبر لبثينة عن حبى لها بطريقة مهذبة ؟
إذن إليك الحل قالت الجدة لجميل
وأشارت إلى أزهار الياسمين المتدلية من تكعيبة صنعت من خشب الكافور وكساها شجر الياسمين المتسلق حتى غطاها تماماً بسيقانه وأوراقه الخضراء فلم يعد يظهر منها شئ
دع الزهور تلعب دور المتحدث الرسمى تماماً كما الوزراء  
فزهور الياسمين لها مدلولاتها المتنوعة كباقي أنواع  الزهور والورود وترمز إلى اشياء متنوعة ومختلفة فى الحب واهدائها بين حبيبين له معنى ومغزى  كما يقول محمد فوزى فى أغنيته الشهيرة
 وتتوقف الرسالة المراد إرسالها على لون الياسمين
 فالياسمين بشكل عام يرمز إلى اللطف، أما إهداء الياسمينة البيضاء إلى امرأة ما فلغتها "لماذا لا تحبين أبدا" وهي تخاطب المرأة المتمردة غالباً وهذا أكثر شيوعا بين الشباب.
 أما الياسمينة الصفراء فهي تخاطب المرأة الرقيقة الناعمة ولغتها "اريد أن اكون لك كل شيء"
رأت الجدة جميل حيران فقالت له ماذا ستقول لبثينة بلغة الياسمين
نظر إليها جميل سأهديها الياسمينة الصفراء
واستأذن جميل  الجدة فى قطف باقة من زهور الياسمين الأصفر من شجرة الياسمين التى زرعتها الجدةعلى التكعيبة فى بلكونة شقتها وعزم على الذهاب الى بثينة وإهداءها الياسمين الأصفر







الفصل الخامس : لعنة الياسمين
وتوجه جميل الى باب الشقة
 لكنه ماأن وصل الى الباب حتى عاد ثانية الى الجدة
سألته الجدة لماذا رجعت ؟ قال جميل
لقد قلت لى سأخبرك بأمرين مهمين عن زهرة الياسمين
فما هما هذين الأمرين المهمين ؟
قالت الجدة سأخبرك بهما فلا تستعجل
الياسمين الأصفر موطنه الأصلي هو الولايات المتحدة الأمريكية وهي شجرة مستديمة الخضرة مزهرة ذات ساق رفيع يشبه السلك سهلة التربية حيث انها سريعة النمو وذات رائحة عطرية جميلة. يبلغ ارتفاع النبتة من ثلاثة  إلى ستة امتار وهي تفضل الاضاءة المباشرة أو نصف مظللة، ويفضل ري النبات بشكل منتظم وهي من النباتات المقاومة للجفاف.
قال جميل فى نفسه لماذا تطيل الجدة فى الكلام عن الياسمين لماذا لا تخبرنى مباشرة بالأمرين
قرأت الجدة فى وجه جميل ما جال فى نفسه
لكنها واصلت  الكلام عن الياسمين الأصفر
اما بالنسبة للأوراق فهي اوراق خضراء لامعة ملساء تنمو بشكل متقابل على الأفرع اما الأزهار فهي صفراء سميكة عطرية قمعية الشكل.
قالت الجدة وهى تنهى كلامها عن الياسمين الأصفر
يتكاثر النبات بواسطة البذور والعقل الساقية، الكثير من الناس يستخدمون النبات لغرض التغطية حيث انها تتسلق الأعمدة والأشجار.تماماً كما ترى هنا فى تكعيبتى
قرأ جميل فى عين الجدة علامات الحزن وسأل نفسه لماذا تبدو حزينة الان وهى تحكى عن الياسمين الأصفروتطيل الكلام  لعلها ربطت بين الزهرة وبن على وأوجه الشبه من التسلق والقمع و التغطية على الفساد
وبادرها جميل مداعباً لها وليذهب عنها الحزن
وقد أخذ يلوك بعض الزهور ويبلعها منشياً بعبيرها
ماهو الأمر الثانى المهم عن زهرة الياسمين؟
سألته الجدة ماذا تأكل ؟
قال جميل قولى أولاً
ماهو الأمر الثانى المهم عن زهرة الياسمين؟
قالت الجدة سأقول سأحكى لك وبينما تحكى الجدة
 عن أسطورة لعنة الياسمين
,, تقول الأسطورة إن كل أجزاء شجرة الياسمين  سامة الساق والأوراق حتى الأزهار
لذا كان  العشاق  عندما تغلق كل الأبواب أمام حبهم يلجئون إلى هذه الطريقة يأكلون أزهار الياسمين
لتكون أجسادهم بعد الموت بها روح الياسمين ويعرف بذلك من ىعثر على أجسادهم أنهم أصيبوا بلعنة العشق ولعنة الياسمين  ,,,
سرعان ما ظهرت أعراض التسمم من جراء أكل أزهار الياسمين الأصفر على وجه جميل
 العرق - الغثيان- ارتخاء العضلات - انخفاض درجة الحرارة - ضيق النفس - اضطراب عنيف وتشنج
وترنح جميل
فقد توازنه
سقط جميل من بلكونة الدور الخامس
وقفت الجدة فى ذهول  وهى تردد
 لقد أصابته لعنة الياسمين
لقد أصابته لعنة الياسمين                            26/1/2011 












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق