قصة أميرة والحمل

قصة الأميرة و الحمل

بقلم د صديق الحكيم

 (1)

فى آخر مكالمة اتفقنا أنها ستكون الأخيرة بيننا وهكذا ينزل الستار وتوضع النهاية لقصة حب لم يكتب لها أن تكتمل رأتنى أختى أميرة

مباشرة بعد انتهاء المكالمة وكانت تعرف القصة منذ بدايتها لأنها أقرب شخص إلى قلبى ولا أكتم عنها سرا من أسرارى

سألتنى أميرة عن سر الحزن الذى انتابنى  بعد وضع سماعة التليفون

قلت لها إن حبيبتى أرادت أن نكون كصديقين لا حبيبين

قالت أميرة وما سبب ذلك أجبتها لأن حبيبتى من مواليد برج الحمل

ضحكت أميرة وقالت هل أنت جاد

قلت لها لم أكن جاد فى وقت من الأوقات مثل هذه اللحظة

ولكنى سأشرح لك شخصية حبيبتى والتناقض الذى ينتابها من وقت لآخرفهى كالبحر دوما بين مد وجزر –

 لا ترضى بجفاف العاطفة و شح المشاعر بل على العكس تحلم بالحب وتتخيل باستمرار أجمل المواقف الشاعرية حتى لو لم تنجح في تجسيد ذلك

الحب قضيتها الأولى و سر وجودها

قاطعتنى أميرة وهى تقول كلامك يشبه كلام الأبراج قلت لها لم أومن يوما بالأبراج ومع ذلك لوحدث واتفق كلامى مع كلامهم فذلك من قبيل الصدفة

دعينى أكمل لك

تفضل

(2) لعل أهم صفة تغضب الرجل الشرقى من المرأة هى .
طبيعتها المستقلة الانفرادية التى  تتيح لها الاتكال على نفسها في مختلف الأعمال و الواجبات اليومية .

وأن  تشعرحبيبته في قرارة نفسها أنها العنصر الأقوى فلا تتورع عن مصارحة الرجل بحقيقة شعورها و خصوصا إذا بدا من النوع البطيء المتردد  وهو ما لا يحبذه رجال الشرق وأنا واحد منهم. ويظهر التناقض والجذرالانسانى فى سلوكها

عندما تأتى المبادرة منه فلا يستبعد أن تطلق ساقيها للريح لا كرها له بل خوفا منه على نفسها من سأم أو عبودية قد يهددانها في المستقبل .

 (3)

قالت أميرة هذا هو الجذرالانسانى فى سلوكها فأين المد
مد حبيبتى يكمن فى أنوثتها المكتملة وتستطيع أن تحاور و تعاتب و تداعب و تبكي بحرقة إذا لزم الأمر ,.من أفضل صفاتها الصدق و التفاؤل و الإخلاص و الإيمان بالغد .

قاطعتنى أميرة هذا مد حبيبتك وجذرها واستيطع أن اتفهمه لأننى أيضا من بنات حواء

لكن كيف تعامل حبيبها؟

أجبتها بجواب عله أن يكون شافيا

يرضيها من الرجل اعتدال العاطفة . لا تتمناه باردا كالثلج ولا متيما فاقد الكرامة . تمنحه احترامها إذا استحق دون أن تسمح لشخصيتها أن تذوب في بوتقته . تطلب منه الكثير و تعطيه أضعاف ما تنال . سخية بمالها و وقتها , بخيلة إلى درجة الشح متى تعلق الأمر بمن تحب . تأبى أن تفرط فيه أو أن يشاركها فيه أحد و لو بنظرة .

سكتت أميرة كأن الكلام جاء على هواها وتريد أن تسمع المزيد

(4)

فأردفت قائلا
حبها رهن برضاها . إذا مست كرامتها تحولت نارها إلى صقيع و لهفتها إلى لا مبالاة . إلى جانب ذلك تفضل أولاد آدم على بنات حواء , و يسعدها التفاف المعجبين حولها  دون أن تسعى لذلك. و لا يعني ذلك إيمانها بالتحرر أوأنها ترضى بأن تفرط فيمن تحب , فهي مخلصة صادقة و مندفعة في حبها لا تدفع رجلها إلى الشك أو الغيرة .

(5) الان يظهر صوت أميرة مرة ثانية  متسائلة مايضيرك فيما سبق

فحبيبتك ليست بدعا من بنات حواء لكن السؤال المهم الان هو هل كل متاعبك معها تنبع من شخصيتها المتقلبة ومزاجها المتقلب مثل البحر؟

على العكس بالرغم من كل ما سبق فصفاتها الجميلة تغلب فهى
تنكب على العمل , و تستطيع أن تبرز في مختلف الحقول و الميادين . متى آمنت بعملها و اعتادته أصبح من الصعب عليها أن تتركه حتى في سبيل من تحب . قالت أميرة وأين المطبخ فى حسابات حبيبتها

لا فهى ربة بيت ممتازة تجيد جميع الأعمال المنزلية إلا أنها تعتبر عملها هذا واجبا لا أكثر , و تعتقد أن هدفها في الحياة يتعدى ذلك إلى ما هو أنفع و أجدى .

(6) قالت أميرة كل هذا جميل لكن هل تعانى من مشاكل صحية؟
على العكس حالتها الصحية ممتازة . قلما تشكو المرض أو التعب . وإن حدث لها شيء تتوقع من الآخرين – و خصوصا حبيبها – العناية و الاهتمام .

أعتقد أنها ستكون أم مثالية , ترعى أولادها و تعنى بنظافتهم و راحتهم , و تشاركهم اللعب و النزهات و الأحاديث , و لكنها تفرض عليهم القوانين و الأنظمة ولا تبالغ في تدليلهم , وهكذا ينمون نموا صحيحا لا أثر فيه للفساد أو الميوعة

.

(7) سؤال أخيركل ماذكرته عن حبيبتك عادى لكن ما الذى حدث وأنهى قصة الحب قبل اكتمالها؟

كل ماسبق تحملته ولم أئن تحت وطئته برغم من ثقله ولكن القشة التى قسمت ظهر البعيرهى تقمصها المستمر والمتواصل لدور الحمل الوديع الذى يعتبر الرجال كلهم ذئاب متأهبون لأكلها ,وأنها لن تخلع درعها إلاعندماتشعر بالأمان التام وذلك فقط عندما تقتل كل الذئاب بسيف الفارس الملثم الذى يمتطى فرس أبيض

وهى لا تدرى أنه عندما يقتل كل الذئاب وهم الرجال فلمن تخلع درعها

المسودة الأولى 7 مايو2011