Powered By Blogger

الأربعاء، 20 أبريل 2011

قصة عودة حمدان

قصة عودة حمدان
 (1)
كان حمدان  النجاررئيسا لقسم التسويق
لما يربو على عشرة أعوام
بشركة السلاسل الذهبية للمقاولات
 وقد غادر العمل فجأة
دون مقدمات معروفة لنا  نحن العاملون معه بالقسم على الأقل
كنت معه فى الصباح
نزور أحد عملاء الشركة الكبار
لم يحدثنى عن شئ
ولم يظهر من كلامه أى شئ يوحى لى ولومن بعيد
أنه سيرحل هذا المساء
وأنهينا الزيارة على خير وجه
ورجعنا إلى الشركة
دخل هو إلى مكتب المدير العام مباشرة
ودخلت أنا إلى مكتبى بقسم التسويق
وبعد نصف ساعة دخل علينا بوجه آخر غير الوجه الذى رأيته فى الصباح
وكان معى حتى نصف ساعة مضت
وجه تعلوه الكآبة
وابتسامة غير معهودة منه
 جامدة تقف خلفها مرارة فى الحلق
يبتلع معها ريقه بصعوبة بالغة

(2)
ربما كان قاصدا بذلك لى ذراع الادارة العليا للشركة
حتى ترضخ لمطالبه التى لايعلمها معظمنا
لكن على مايبدو أن الادارة العليا للشركة
لم تستجب لمطالبه
فأخذته صحوة من صحوات العزة و الكرامة وطلب الاستقالة الفورية
لست أدرى بما ردت عليه الإدارة
لكن الواضع أنه دخل فى نفق مظلم


(3)
تباينت مواقف العاملين فى قسم التسويق
 الذى يترأسه حمدان بعد رحيله
البعض يبكي على أيامه الخوالى
 ويظن أن الحياة ودولاب العمل سيتوقفان
ويصابان بالسكتة القلبية
  بعد رحيله
لكن ذلك لم يحدث ودارت العجلة
البعض الأخر تنفس الصعداء
 لأن حمدان كان يمثل له الرقيب
الجاثم على صدره
الذي يعد عليه انفاسه شهيقها والزفير
فلما ولى قال ذهاب بلا عودة
 وتمنى لو يكسروراءه  إناء فخاري كبير
 بحجم الزيرالمصرى القناوى
 كشاهد على انتهاء عهد الرجل الواحد
شيخ الحارة أو المعلم حامل الأختام
الذى يدير الأموربالمجاملات والسهرات
دون الركون إلى العلم والتكنولوجيا
محتفظا بأسرار الكهنوت لنفسه

 وبداية عهد الاستقلال و الحرية والعلم

وفئة ثالثة كانت سعيدة فى باطن الأمر برحيل حمدان الذى جاء مفاجأة
غير مبدية كثير اهتمام ظاهرياً
وينطبق عليها المثل رب صدفة خير من ألف ميعاد
لأن ذلك بالنسبة لهم يعنى الصعود الى أعلى
واحتلال موقع حمدان الشاغرمنذ أيام قليلة مرت عليهم كأنها الدهر



(4)

كل هؤلاء يمرون على مكتب حمدان المغلق ذهابا وايابا
الكل ينظرإلى الباب المغلق ويتنهد ويغنى على ليلاه
كل يوم يمر تسرى شائعة عن عودة حمدان
ويؤيد هذه الشائعة
مكتب حمدان المغلق وكرسيه الشاغر
وصمت الإدارة العليا للشركة
(5)
والباكون على رحيل حمدان
 يمنون انفسهم أنهم فى الصباح التالى
سيجدون مكتب حمدان مفتوحاً
 وبابه موارباً (نصف مفتوح) كالعادة
 والسيد حمدان قابع على كرسيه الدوار المكسى بالجلد الأسود
 خلف مكتبه الخشبى الكبير
 ممسكا مسبحته الفضية
يتابع مواقع الانترنت من خلال الكمبيوتر
وصوته يجلجل متحدثا فى هاتفه الجوال
من نوعية تسمى آى فون

(6)
أما شهود الزيرالقناوى
 فمتوجسون من استمرار  مكتب حمدان المغلق وكرسيه الشاغر
 ويسترقون السمع على أبواب الادارة
لعل وعسى أن تتسرب كلمة تريح القلب وتهدئ التوتر
 وتكذب الشائعة
لأنهم معتقدون فى المثل القائل
لادخان بدون نار
 وعودة حمدان بالنسبة لهم
 تعنى الكثيروالكثير
ربما تصفية الحسابات
 وربما صراع على البقاء فى قسم حمدان

(7)
أما فريق الصعود فهو يتجرع كل يوم حبوب الصبر
 حتى يقضى الله امرا كان مفعولا
وتراودهم احلام اليقظة بخروج القرار الظنى
 وفتح مكتب حمدان المغلق
واحتلال كرسيه الشاغر
(8)
مازالت الشائعة تملأ أجواء وطرقات الشركة
 مابين هامس ومجاهر وتؤرق الجميع فى قسم التسويق

(9)
مازال مكتب حمدان مغلقا وكرسيه شاغرا
ومازال الباكون على رحيل حمدان و شهود الزيرو فريق الصعود
على أحر من الجمر
 فى انتظار خروج القرار الظنى
 الذى طال انتظاره


د/صديق صديق - مصر
7/11/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق