Powered By Blogger

السبت، 19 فبراير 2011

إنى تذكرت والذكرى مؤرقة للشاعر محمود غنيم


مالي وللنجم يرعاني وأرعاه****** أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جفـناه

لي فيك يا ليل آهاتٌ أرددها****** أُواه لو أجدت المحزون أُواه

لا تحسبني محبًا أشتكي وصبًا****** أهون بما في سبيل الحب ألقاه

إني
تذكرت
والذكرى مؤرقةٌ****** مجدًا تليدًا بأيدينا أضعناه

ويْح العروبة كان الكون مسرحها**** فأصبحت تتوارى في زواياه

أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ***** تجده كالطير مقصوصًا جناحاه

كم صرّفتنا يدٌ كنا نُصرّفها******* وبات يحكمنا شعب ملكناه

هـل تطلبون من المختار معجزةً****** يكفيه شعبٌ من الأجداث أحياه

من وحَّد العرب حتى صار واترهم***** إذا رأى ولدَ الموتور آخاه

وكيف ساس رعاة الشاة مملكةً ******ما ساسها قيصرٌ من قبل أو شاهُ

ورحَّب الناس بالإسلام حين رأوا****** أن الإخاء وأن العدل مغزاه

يا من رأى عمرَ تكسوه بردته****** والزيتُ أدمٌ له والكوخُ مأواه

يهتز كسرى على كرسيه فرقًا***** من بأسه وملوكُ الروم تخشاه

هي الشريعة عين الله تكلؤها***** فكلما حاولوا تشويهها شاهوا

سل المعالي عنا إننا عربٌ****** شعارنا المجد يهوانا ونهواه

هي العروبة لفظٌ إن نطقت به***** فالشرق والضاد والإسلام معناه

استرشد الغربُ بالماضي فأرشده *****ونحن كان لنا ماضٍ نسيناه

إنّا مشينا وراء الغرب نقبس****** من ضيائه فأصابتنا شظاياه

بالله سل خلف بحرالروم عن عرب**** بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا

فإن تراءت لك الحمراء عن كثبٍ**** فسائل الصرح أين المجد والجاه

وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها**** عمّن بناه لعل الصخر ينعاه

وطف ببغداد وابحث في مقابرها *****علّ امرأً من بني العباس تلقاه

أين الرشيد وقد طاف الغمام به******* فحين جاوزَ بغداد تحداه

هذي معالم خرس كل واحدة منهن ******قامت خطيبًا فاغرًا فاه

الله يشهد ما قلَّبت سيرتهم يومًا****** وأخطأ دمع العين مجراه

ماضٍ نعيشُ على أنقاضه أممًا***** ونستمد القوى من وحيِ ذكراه

إنِّي لأعتبرُ الإسلام جامعة للشرق ******لا محض ديـنٌ سـنَّهُ الله

أرواحنا تتلاقى فيه خافقة******** كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه

دستوره الوحي والمختار عاهله***** والمسلمون وإن شتّوا رعاياه

اللهم قد أصبحت أهواؤنا شيعًا***** فامنن علينا براعٍ أنت ترضاه

راعٍ يعيد إلى الإسلام سيرتُه****** يرعى بنيه وعين الله ترعاه

القصيدة للشاعر الكبير محمود غنيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق